أرق على أرق ومثلي يأرق*

في البداية :

أحب أن أشكر كل من انضم حديثاً لمدونة طائرة ورقية في الأيام الماضية شهدت ارتفاعاً في معدل المشاهدات و الإعجابات والإضافة رغم اني توقفت عن مشاركة الرابط منذ فترة طويلة إلى أني ممتنة لكل من مررها إلى صديق أو وقع عليها صدفة، فضلاً اكتبوا لي في التعليقات كيف وصلتم اليّ؟ لأشكر من كان السبب في وجودكم حولي💞

بقي أقل من 10 أيام ويغادرنا شهر شوال. في الأعوام الماضية كان هذا الشهر بمثابة كابوس لي وشبح مخيف يطل علي بظلاله من خلف زينة العيد. حينما كنت أعيش بلا أيدي صغيرة تتشبث بي وأفواه تنتظر مني إطعامها كان الأرق والسهر و” النوم المشقلب” أمر طبيعي ومتوقع رغم اني في قرارة نفسي لا أحب أن أعكس آية النهار والليل. ولكنها على أيه حال لم تكن معضلة.. أصبحت معضلة حينما أنجبت وأصبح كارثة حينما كبر الأطفال وتطور الأمر حتى أصبح شهر شوال قنبلة موقوتة تنفجر في وجهي بعد بهجة العيد.

لا أعتقد أن هناك أصعب من ساعتي البيولوجية في مجاراة مواقيت أيام رمضان وشوال، أعتقد أنه في رمضان يكون الأمر سهلاً فتأخير النوم ليس مستحيلاً ولكن المستحيل بعينه هي أن تنام عيني في موعد ليس لها وهي التي لا تعترف بالغفوة ولا تنام فجأة على الأريكة ولا قبل المناسبات. نومي قليل نوعاً ما فهو يتراوح ما بين 5-7 ساعات تكفيني عادة ونادراً ما تخرج عن المألوف. الا إذا حل بي تعب أو كان هرباً من واقع.

في البداية لم أفهم الأرق فحاربته حتى أنشب أظافره في عنقي، حاولت تعديل موعد النوم بالحلول المعتادة ” واصلي يا هيفا أكثر من 24 ساعة وبعدها اسحبيها نومه ” ولكن هيهات! ينام الجميع وعيني مثبتة على الساعة ولا ينتهي الأمر الى حين أصل لموعد نومي القديم ويصبح عكس كل من في البيت وتعم الفوضى ويجفل قلبي مع كل صوت عالِ أو نداء.

وقد يستمر الأرق بمحاربتي حتى أستسلم له صاغرة فيصبح مجموع نومي أقل من 3 ساعات وحينما أنام أشعر بأني أطفو وصوت شخص ما يقرأ كتاباً بلغة غير مفهومة في عقلي وتزورني أطياف الذكريات الحزينة والأفكار المريبة وأدخل في موجة عاتية من الاكتئاب والصداع والقلق ويستمر الحال لأكثر من شهر.

بخصوص الأدوية لم تفلح معي أدوية الهيستامين وأدخلتني في شعور كئيب ومرهق أما البنادول لايت فقد رفضه دمي وأصبحت بسببه الرعشة لا تفارق يدي ، وحينما قرأت عن عشبة الناردين ركضت لشرائها ظناً مني أنها المخرج ولكنها كانت بطيئة المفعول والشيء  الوحيد الجيد أنها أشعرتني بالاسترخاء حتى وانا بعيدة عن الفراش.

 قبل عامين وبعد أن قررت أن أحجز موعداً في مركز علاج اضطرابات النوم وأخضع للأدوية وقبل أن أهم بالاتصال للحجز قال لي أبي ” أنتِ بس فيكِ قلق حاولي تهدئين” ومن بعدها حاولت تعلم ذلك الهدوء حينما يحاربني الأرق ولا أعلم كيف وصل بي الحال إلى مصادقته وكان هذا أجمل قرار اتخذته!

قررت في البداية ان لا أذهب الى الفراش الا حينما يأخذني إليه النوم.. ونجحت بإقناع نفسي في تقبل هذه الفكرة وبعدها كان الأمر الأجمل، فقلت لنفسي “إن كان النوم يفارقك في الأوقات الأكثر هدوءً فاستغليها يا عزيزتي” وأصبحت الأوقات مرهونة للقراءة والكتابة والمسلسلات والوجبات الليلة السريّة التي أطلبها من تطبيقات التوصيل أو أعدها لنفسي هي أمتع الأوقات. صحيح أني لا أحظى بنوم كافٍ بعدها لأن الجميع يكون مستيقظا ولكن لا بأس بالصداع الذي يعالجه كوب قهوة في الصباح طالما أن هناك مسرات ليلية تحصل بالخفاء عن أفراد عائلتي .على فكرة! أنا ماهره جداً في إخفاء آثار جريمة طلبات ما بعد منتصف الليل عن الأشقياء الذين سيطالبون بتعويضات حين اكتشافهم الأمر.

في هذا الشهر أنهيت رواية “هكذا كانت العزلة ” لخوسيه مياس، وانتصفت في قراءة رواية ” مائة عام من العزلة” لماركيز وقرأت الربع الأول من مجلد ” الف ليلة وليلة” وشاهدت مسلسل ” غزالي المدلل” على نيتفلكس. وكتبت يومياتي وبعض القصص وحذفت الرسائل المهملة وأعدت استجماع قوتي للعمل والكتابة من بعد فتور الأيام الماضية.

 ماذا عنكم؟ كيف حاربتم الأرق وهل غلبتموه أم غلبكم؟

العنوان اقتباس من قصيدة للمتنبي*

رأيان حول “أرق على أرق ومثلي يأرق*”

  1. ماذا عنكم؟ كيف حاربتم الأرق وهل غلبتموه أم غلبكم؟

    انا اعاني منه بسبب ظروف العمل المتقلبه فأصبح شيئاً ملازماً لي ،،
    احياناً لا انام سوى ساعه وهذا مرهق جداً جداً ،،

    دمتِ بخير وتدوينة رائعة كما هي عادتكِ ،،

    إعجاب

  2. القيلولة ما استطعت إليها سبيلاً. قيلولة الضحى أو الظهر أو العصر وحتى المغرب. اللي موجود أنا ممتنة إني أحصل عليه.
    ضحكت من إخفاء آثار الجريمة. أحب أهنئك على هالشطارة، تحتاج تنوضع في السي في لأنها مستوى أعلى بكثير من ” أجيد العمل تحت الضغط”. وأرحّب بالقراء الجدد، جاء وقت تستمتعوا مثل مانستمتع، وتغنى أيامكم مثل ما تغتني أيامنا.

    إعجاب

أضف تعليق