نبتة ظل 🌱

تختبئ مني الأفكار، احتفظ بها دائماً في جيوبي، ولكنها تقفز وتفر الى مكان أجهله في الذاكرة، أعيش في أفق محدود، محشوّ بالتفاصيل الصغيرة والمشاعر الولاّدة، لا أكف عن السفر وان كنت في بيتي بين جدراني، ومن تحت أقدامي يركض الأطفال، لا أكف عن الإبحار وان كنت واقفة أمام الموقد لأعد وجبات الغداء.

قد يبدو من بعيد وبعدسة مشوشة أني أمتلك حياة عاديّة روتينية يقتلها التكرار وتنتهي يومياً في الوقت الذي انتهت فيه ليلة البارحة، قد يكون هذا الأمر صحيح لأن القشرة الصمّاء تخفي عما يدور بباطنها من براكين ومراسِي وفراشات وأجنحة.

حين أفتش عن حياة خارج الحياة أكاد أجزم أنه لم يفتني شيء كل الأشياء تكررت وكل الأماكن تشبه بعضها والوجوه أيضاً، القصص ما تهمني هي القصص و ها هي أمامي تنام في ثنايا الكتب وفي شاشات التلفاز وفي محادثات الأصدقاء.

كنت أتحرى للهروب من وطني الصغير للبحث عن مغامرات ربما تكون قد فاتتني أو قد كبرت عليها على أيه حال، لكن الخارج كان مغلف بالارتياب والتردد والنظرات المسروقة والغموض الذي نختاره لأنه يحمينا. لا يسعنا الخروج بنفس الوجه الحقيقي لأنك ستبدو عارياً غريب الأطوار ويرفع عليك أسلحة التجاهل والامتعاض سراً .

لقد كان العمل من المنزل حلماً تحقق من غير تخطيط، كنت ارسمه كشخبطة على الورق و هو الآن يربوا أمامي كنبتة ظل، دائم الاخضرار وان كان بعيداً عن الشمس ولا يتعدى النوافذ ولا يشم رائحة الهواء في الخارج.

أضف تعليق